تعتبر الضغوط اليومية جزءًا طبيعيًا من أسلوب الحياة الحديث. ضغوط العمل والجدال العائلي والضغوط المالية وأزمة السير وإدارة الوقت، جميعها تشكل بعضًا من "عوامل الضغط" التي نواجهها على نحو يومي. وبالنسبة لبعض الأشخاص فإن الضغط يمكن أن يكون هائلًا، مما يؤدي إلى الشعور بالقلق والأرق. ولحسن الحظ فإنه توجد طرق طبيعية آمنة وفعالة تعطي نتائج فورية عندما نعاني من "الضغط". إحدى أفضل التوصيات هي الثيانين.

الثيانين هو حمض أميني مميز يوجد بشكل شبه حصري في نباتات الشاي (الكاميليا الصينية)، وهو يعتبر واحدًا من المركبات الطبيعية الرئيسية في تخفيف الضغط العصبي والقلق. الثيانين هو الحمض الأميني الرئيسي في الشاي الأخضر، وهو يشكل ما نسبته 1-2% من وزن أوراق الشاي الجافة. يتم إنتاج أشكال الثيانين النقية جدًا في المكملات الغذائية عن طريق عملية التخمير التي تحاكي العملية الطبيعية في أوراق الشاي الأخضر.

الثيانين: "مقاوم الضغط العصبي" اللطيف والطبيعي

تأثيرات الثيانين رائعة جدًا. فقد أظهرت الدراسات المخبرية أن الثيانين يقلل الضغط العصبي ويحسن من نوعية النوم ويقلل من الأعراض المصاحبة لمتلازمة ما قبل الحيض ويزيد من الحدة العقلية ويقلل من الآثار الجانبية السلبية للكافيين. هذه التأثيرات المخبرية ترتبط مباشرة مع قدرة الثيانين على تحفيز إنتاج نشاط موجات ألفا في العقل. وهذا يساعد الناس على الشعور بالهدوء والاتزان والتركيز والنشاط العقلي. كما أنه يقلل من نشاط أشعة بيتا في العقل المرتبطة بالعصبية وتشتت الأفكار وفرط النشاط.

تمت الموافقة في اليابان على استخدام الثيانين منذ عقود كمساعد للتغلب على الضغط العصبي وتحسين الاسترخاء. كما أنه مكون شائع في الأطعمة والمشروبات الوظيفية في اليابان، وكذلك في المكملات الغذائية المصممة لتوفير الاسترخاء الذهني والجسدي دون التسبب بالنعاس. الثيانين سريع المفعول، وبشكل عام فإن تأثيراته يمكن الشعور بها خلال أول 30 دقيقة، كما ظهر أن تأثيره يدوم من 8 - 12 ساعة.

الجرعة المعتادة من الثيانين والتي قدرها 100 - 200 ملغم لا تعمل كمسكن، ولكنها تحسن نوعية النوم بشكل كبير. في دراسة ثنائية التعمية على الثيانين بجرعة قدرها 200 ملغم، ظهر أنه يمنح تحسينات كبيرة في فعالية النوم، وهو مؤشر على وقت النوم الفعلي الذي يقضيه الشخص في النوم بين وقت الخلود للنوم والاستيقاظ الليلي.

الثيانين هو داعم متخصص لدماغ الأطفال

يتعرض الأطفال إلى عوامل الضغط والضغوطات اليومية مثل الكبار. الضغط العصبي المؤقت والصغير غير مؤذٍ، ومعظم الأطفال يمكنهم التعامل معه جيدًا. وعلى النقيض، فإن الضغوطات الصغيرة اليومية المطولة تتجمع وتصبح مضرة بقدر الأحداث المثيرة للضغط، حتى أنها يمكن أن تصبح مضرة بقدر الضرر الجسدي والعاطفي والعقلي.  يمكن أن يؤدي الشعور العام بعدم اليقين إلى شعور الأطفال بمستويات أعلى من القلق والاكتئاب.

يحفز الثيانين إنتاج موجات ألفا في العقل، كما أنه يقلل إنتاج موجات بيتا فيه (المرتبطة بالعصبية وتشتت الأفكار وفرط النشاط). إنه مفيد على وجه التحديد في توفير المساعدة للأطفال الذين يجدون صعوبة في النوم والذين يبقون مستيقظين لأن عقولهم ترفض أن تكف عن العمل في الليل. أظهرت دراسة أجريت مؤخرًا في جامعة كولومبيا البريطانية أن تناول 200 ملغم من الثيانين مرتين في اليوم آمن وفعال في تحسين بعض جوانب جودة النوم لدى الأولاد بعمر 8-12 عامًا الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه. وبما أن مشاكل النوم شائعة بين الأطفال الذين يعانون من اضْطراب نقص الانتباه، ولأن النوم المتقطع قد يزيد من سوء هذه الحالة، فإن الثيانين قد يشكل علاجًا مساعدًا آمنًا ومهمًا لدى الأطفال الذين يعانون من اضْطراب نقص الانتباه.

الجرعة الموصى بها

بناء على نتائج الدراسات المخبرية فقد تم التثبت بأن جرعة الثيانين تكون فعالة ضمن نطاق 50 - 200 ملغم. إذا كان الشخص يعاني من مستويات عالية من الضغط العصبي، فإنه يوصى عادة بتناول 100 - 200 ملغم على الأقل من الثيانين مرة إلى ثلاث مرات يوميًا. وعلى الرغم من أن الثيانين آمن تمامًا وليس له تفاعلات سلبية معروفة مع الأدوية، فإنه يوصى بشكل عام عدم تناول أكثر من 600 ملغم في غضون فترة 6 ساعات، وعدم تناول أكثر من 1200 ملغم خلال 24 ساعة.