تغيير الفصول قد يجلب أحياناً أكثر من مجرد تغيير في المناخ أو تغيير في الألوان. لمئات الملايين من الأشخاص حول العالم الذين يعانون من الحساسية الموسمية، يجلب أعراض مشددة مثل العطس وانسداد الأنف وضغط الجيوب الأنفية والأعين المائية.

بينما توجد الكثير من الوصفات الطبية التي تشمل الذهاب إلى الصيدليات، توجد أيضاً وصفات طبيعية لتخفيف أعراض الحساسية. إنها فكرة جيدة، بالرغم من ذلك، يجب عليك أولاً أن تفهم أولاً آليات استجابة الحساسية. ثم، يمكنك إنشاء خطة شاملة وفعالة لمعالجة ليس فقط للتصدي للأعراض لكن أيضاً للتصدي لأسباب رد فعل الحساسية لديك.

الحساسية تحدث عندما يبالغ النظام المناعي في رد فعله على مادة عادةً ما تكون غير مضرة. النظام المناعي الطبيعي يحمي بشكل طبيعي جسمك بواسطة صنع الأجسام المضادة التي تقوم بالتعرف على البروتينات (تسمى المستضدات) في الفيروسات والبكتيريا ومسببات الأمراض الضارة. في الظروف الطبيعية، يمكن إدخال العديد من المواد الحميدة إلى جسمك بدون أي مشاكل. عندما يكون لديك حساسية، بعض من تلك المواد يتم تعريفها على أنها مستضدات، ما يشير لجسمك لإنتاج الأجسام المضادة.  في المقابل، تلك الأجسام المضادة تسبب إنتاج خلايا محددة للهيستامين والليكوترينات والمواد الكيميائية التي قد تسبب أعراض حساسية مهيجة.

المسكنات الطبيعية لأعراض الحساسية

المكملات الغذائية التالية قد تكون فعالة لتخفيف أعراض الحساسية بشكل طبيعي.

أحماض أوميغا 3 الدهنية

EPA وDHA  هي أنواع محددة من أوميغا 3  التي تعد مواد مضادة للالتهابات بشكل قوي. توجد في مصادر الطعام بما في ذلك اللحوم والبيض الذي تم تربيته على الأعشاب، بالإضافة إلى زيت المحار. بالنظر إلى أن النظام الغذائي الغربي المعياري يشمل وفرة من أحماض أوميغا 3 الدهنية، استخدام أوميغا 3 في مكملات غذائية يمكن أن يقلل الاستجابة المناعية وقد يقلل حساسيتك من المواد المثيرة للحساسية. الجرعة النموذجية: 1 إلى 1.2 غرام من EPA وDHA يومياً.

الكيرستين

المضاد للأكسدة يصنف بأنه فلافونويد ومن المعتقد أنه يمنع إصدار الهيستامين. موجود بشكل طبيعي في الأغذية النباتية مثل التوت والشاي الأسود والتفاح (بقشرته) والبصل الأحمر والخضروات من العائلة الكرنبية (مثل البروكلي أو القرنبيط).  الكيرستين يأتي أيضاً في صورة مكمل غذائي. إذا كنت عرضة للحساسية الموسمية، يجب أن تبدأ المكملات الغذائية قبل عدة أسابيع من بدء الربيع وازدهار النباتات لأنها تستغرق بعض الوقت لتكون فعالة. الجرعة النموذجية: 200 إلى 500 مغم، ثلاث مرات يومياً.

نبات الأرام Butterbur

أعشاب الأرام Butterbur (Petasites hybridus) قد أظهرت إمكانات جيدة في تخفيف معاناة الحساسية الموسمية. وجد الباحثون مركبات في نبات الأرام تمنع الهيستامين والليكوترينات من تفعيل ردود فعل الحساسية. الجرعة النموذجية: 100 مغم يومياً.

لا تستخدم نبات الأرام النيء لأنه يحتوي على مواد شبه قلوية للبيروليزيدين قد تكون سامة على الكبد والكلى وقد تسبب السرطان. متاح تجارياً الكثير من منتجات الأرام التي تم نزع تلك المواد القلوية منها.

تجنب هذه الأعشاب إذا كان لديك حساسية من حبوب اللقاح، أو الدايزي أو المارغولد أو الأقحوان لأن الأرام ينتمي لعائلة حبوب اللقاح.

البروميلين

البروميلين هو إنزيم بروتين للهضم يوجد في الأناناس ومتوفر أيضاً كمكمل غذائي.  إن له خواص مضادة للحساسية ومضادة للالتهابات يمكن أن تساعد على تحطيم المخاط وتقليل تورم مجرى التنفس. الجرعة النموذجية: 500 مغم، ثلاث مرات يومياً.

فيتامين سي

فيتامين سي  يعرف عادةً بقدرته على تحسين النظام المناعي، ويعد أيضاً مضاد هيستامين طبيعي. يبدو أنه يقلل إصدار الهيستامين، وبذلك يقلل الإفرازات وتورم الأنف. الجرعة النموذجية: إجمالي 2 غم يومياً.

خل التفاح

الفينول في خل التفاح يعطيه خصائص مضادة للأكسدة يمكن أن تدعم النظام المناعي. يقترح المؤيدون شرب كوب من الماء به ملعقة من خل التفاح وبعض عصير الليمون يومياً، ثم شطف الفم بالمياه لتجنب تلف مينا الأسنان.

الأسباب الرئيسية للحساسية

في حين أن مسكنات الأعراض يمكن أن تساعدك على التغلب على موسم الحساسية بسهولة وراحة أكبر، من المهم التصدي للأسباب الرئيسية للحساسية إذا كنت تريد حل من الحلول الدائمة.

الاختلال الوظيفي الهضمي

الاختلال الوظيفي الهضمي قد يؤثر بشكل واضح على النظام المناعي. يقدر أن 80% من الجهاز المناعي يقع في الأمعاء. إذا كان هناك أي نوع من أنواع الاختلال في القناة الهضمية، قد تظهر الحساسية بسبب التأثير على وظيفة الجهاز المناعي في الجسم. قد يكون أحد هذه الاختلالات في الميكروبيوم — مجموعة الكائنات الحية الدقيقة في القناة الهضمية.

الميكروبيوم تشمل البكتيريا "الضارة" التي قد تجعلك مريضاً بالإضافة إلى البكتيريا "النافعة" التي تفرز مواد يمكنها أن تبقي البكتيريا "الضارة" تحت السيطرة.  توازن تلك البكتيريا قد يضطرب، مؤدياً إلى زيادة في البكتيريا "الضارة" والمشاكل المحتملة في النظام المناعي.

تناول المزيد من البكتيريا "النافعة" يعرف أيضاً باسم بروبيوتك ويمكن أن يساعد في استعادة توازن الميكروبيوم. يمكن إضافة البروبيوتك إلى نظام الغذائي من خلال الأطعمة (مثل الكيمشي، الزبادي، كمبوتشا، والكرنب المخلل) أو بواسطة استخدام مكمل غذائي. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون البروبيوتك خلال موسم الحساسية يكون لديهم مستويات أكثر انخفاضاً من الأجسام المضادة التي تحفز الأعراض.

الضغط

الضغط يرتبط بشكل قوي بالاستجابة المناعية. عندما يتم الضغط على الجسم، يصدر هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين. نفس هذه الهرمونات تلعب دور في مواجهة ردود فعل الحساسية. عندما يتم الضغط بصورة مزمنة، قد يتعرض الجسم بشكل زائد لتلك الهرمونات، ما يجعلها أقل قدرةً على مكافحة الحساسية بشكل مناسب.

بالإضافة إلى اختيارات نمط الحياة مثل التمرينات والتأمل، والتنفس العميق، تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على أعشاب الأدابتوجين adaptogens قد يساعد في إدارة الضغط لتحسين وظائف المناعة.  اختيارات أعشاب الادابتوجين Adaptogen تشمل الاشواغاندا ، الشيساندرا وجذور القطب الشمالي.

سوء التغذية

سوء التغذية قد يؤثر على وظائف المناعة.  عندما يتعرض الجسم لسوء التغذية، يصبح في خطر أكبر للإصابة بالعدوى وتزيد احتمالية الإصابة بالحساسية.  فيتامين د  هو مثال بارز للتغذية المهمة للوظائف المناعية. فيتامين د هو معدل مناعي قوي، يعيد توازن الخلايا المناعية المختلفة حتى يعمل الجهاز المناعي بشكل صحيح.

أفضل المصادر الطبيعية لفيتامين د هو ضوء الشمس. لكن إذا كنت لا تتعرض لضوء الشمس بشكل كافِ، فقد تكون المكملات الغذائية حل جيد.  مجلس فيتامين د ينصح بجرعة 5000 IU من فيتامين د3 يومياً كمكمل غذائي يتم تناوله عن طريق الفم. في الوقت نفسه، ينصح المعهد الطبي بجرعة 4000 كالجرعة الآمنة لمعظم الأشخاص البالغين. المهم حقاً هو الحفاظ على مستويات دم صحية من فيتامين د، والتي يمكن أن يتم فحصها من خلال اختبار فيتامين د 25 هيدروكسي. الحفاظ على مؤشر بين 50 و70 نانو جرام\مل يجب أن يمثل وظائف مناعية مثالية.