إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم دكتور جوش كورن، طبيب طبيعي
تعد مستويات هرمون التستوستيرون الصحية عنصرًا مهمًا لكي يتمتع الرجال بصحة أفضل. يلعب التستوستيرون دورًا مهمًا في مختلف جوانب الصحة، بدءًا من زيادة كتلة العضلات وكثافة العظام وحتى تحسين الحالة المزاجية ومستويات الطاقة. يُفرز هرمون التستوستيرون بشكل أساسي في الخصيتين ويبلغ ذروته بشكل طبيعي خلال فترة المراهقة وبداية البلوغ، ثم ينخفض تدريجيًا مع تقدم العمر.
يعد التستوستيرون جزءًا لا يتجزأ من مجموعة واسعة من وظائف الجسم. إنه يساهم في تكوين كتلة العضلات، وزيادة القوة، وتوزيع الدهون في الجسم. كما أنه يحسّن كثافة العظام، وهو أمر حيوي لصحة الجسم العامة والوقاية من هشاشة العظام.
كما يؤثر التستوستيرون على الصحة العقلية والنفسية أيضًا. ويؤثر على الوظائف الإدراكية والحالة المزاجية. ترتبط مستويات هرمون التستوستيرون الكافية بالمزاج الإيجابي وزيادة التحفيز والشعور بالرفاهية. بينما يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى الاكتئاب، والتهيج، والتدهور المعرفي.
ترتبط الرغبة الجنسية والأداء الجنسي أيضًا ارتباطًا مباشرًا بهرمون التستوستيرون، فغالبًا ما يتسبب انخفاض التستوستيرون في انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب. وبالتالي، فإن الحفاظ على توازن مستويات التستوستيرون أمر ضروري للصحة البدنية والنفسية.
في السنوات الأخيرة، كان هناك انخفاضًا ملحوظًا في مستويات هرمون التستوستيرون لدى الذكور في جميع أنحاء العالم. تشير الأبحاث إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال اليوم مقارنة بالأجيال السابقة، حتى عند أخذ العمر بعين الاعتبار. وقد أثار هذا الانخفاض قلق المتخصصين في الرعاية الصحية والباحثين ودفعهم إلى دراسة الأسباب المحتملة وخيارات العلاج المتاحة.
يمكن أن يؤثر انخفاض هرمون التستوستيرون على العديد من جوانب حياة الرجل. وقد تتفاوت الأعراض كثيرًا ولكنها غالبًا ما تشمل التعب، وانخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب، وخسارة العضلات، وتغيرات المزاج مثل الاكتئاب أو سرعة الانفعال.
إنَّ فهم هذه الأعراض وتأثيرها المحتمل هو الخطوة الأولى لعلاج انخفاض هرمون التستوستيرون بشكل فعال. تسبب الشيخوخة انخفاضًا في مستويات هرمون التستوستيرون، إلا أن هناك عوامل أخرى لانخفاض هذا الهرمون، بما في ذلك بعض الحالات المرضية، ونمط الحياة، والاستعداد الوراثي.
خيارات الأدوية التقليدية لعلاج انخفاض هرمون التستوستيرون ليست متاحة دائمًا أو مناسبة لكل رجل. لحسن الحظ، هناك مجموعة متنوعة من الخيارات الطبيعية لتحسين مستويات التستوستيرون. يتضمن ذلك تعديلات في نمط الحياة مثل ممارسة تمارين المقاومة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، والسيطرة على التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم، بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية التي تعزز مستويات هرمون التستوستيرون بشكل طبيعي.
تركز الأبحاث حول الخيارات الطبيعية لتحسين هرمون التستوستيرون على مجموعتين من الرجال -من يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون ومن لديهم مستويات صحية من هرمون التستوستيرون. تختلف نتائج الأبحاث بين هاتين المجموعتين، حيث تظهر بعض العلاجات تأثيرات في إحدى المجموعتين دون الأخرى. اطلب من مقدم الرعاية الصحية التحقق من مستويات هرمون التستوستيرون لديك قبل البدء في تناول أي أعشاب أو مكملات جديدة.
النوم الكافي مهم للحفاظ على مستويات هرمون التستوستيرون الصحية لدى الرجال. تظهر الأبحاث أن قلة النوم أو انخفاض جودته يمكن أن يؤدي إلى انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون.
تحدث في الجسم العديد من العمليات الحيوية أثناء النوم، بما في ذلك إفراز هرمون التستوستيرون. في الواقع، يفرز الجسم معظم هرمون التستوستيرون خلال فترة النوم. وقد يؤدي الحرمان من النوم لفترات طويلة أو اضطرابات النوم إلى إضعاف هذه العملية، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات التستوستيرون في الجسم.
إن إعطاء الأولوية لعادات النوم الصحية من خلال الحفاظ على جدول نوم ثابت، وخلق بيئة نوم مريحة، وممارسة تقنيات الاسترخاء يمكن أن يعزز إنتاج هرمون التستوستيرون.
قد يؤثر النظام الغذائي للرجال على مستويات هرمون التستوستيرون لديهم. واتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة يمكن أن يؤثر على وظيفة الخصية ويؤدي إلى انخفاض هرمون التستوستيرون. وجدت دراسة حديثة أن الرجال الذين تناولوا المزيد من الخبز والمعجنات والحلويات ومنتجات الألبان والوجبات خارج المنزل كانوا أكثر عرضة لانخفاض وظائف الخصية. بينما كانت وظائف الخصيتين طبيعية لدى الرجال الذين تناولوا المزيد من الأطعمة المنزلية والخضروات الخضراء الداكنة.
وقد وجدت أبحاث أخرى أن الرجال الذين يتبعون النظام الغذائي الغربي المعتاد، ولا سيما من يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة والوجبات الخفيفة، يعانون من انخفاض وظائف الخصيتين. أظهرت هذه الدراسات تحسن وظائف الخصيتين لدى الرجال الذين تناولوا المزيد من الأسماك والدجاج والخضروات والفواكه.
تلك الدراسات قائمة على الملاحظة، لذلك لا يمكنها إنشاء علاقة سببية محددة بين النظام الغذائي وانخفاض هرمون التستوستيرون. إلّا أنها تقدم أدلة على أن تناول الأطعمة الكاملة مع الكثير من الخضروات والبروتينات الخالية من الدهون يرتبط بتحسن وظائف الخصيتين وارتفاع مستويات التستوستيرون.
تناولت الدراسات مختلف العناصر الغذائية، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن، لمعرفة تأثيرها على هرمون التستوستيرون. بالنسبة لبعض العناصر الغذائية، لا تظهر الفوائد إلا عند الرجال الذين يعانون من نقص، لذا من المهم تقييم مستويات العناصر الغذائية لديك قبل البدء في تناول أي مكملات جديدة.
يعتبر فيتامين د عنصرًا غذائيًا مهمًا لمختلف العمليات في الجسم، بما في ذلك وظائف الهرمونات وتوازنها في الجسم. تشير الأبحاث إلى أن المستويات الكافية من فيتامين د ترتبط بارتفاع مستوى التستوستيرون في الجسم، بينما يؤدي نقصه إلى انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون. يعد التعرض لأشعة الشمس مصدرًا طبيعيًا لفيتامين د. ولكن عادةً ما يوصى باستخدام مكملات فيتامين د - خاصة للأفراد الذين لا يتعرّضون لأشعة الشمس بالقدر الكافي أو من يعيشون في مناطق تقل فيها أشعة الشمس.
تشير الأبحاث إلى أن تناول مكملات فيتامين د قد يزيد من مستويات هرمون التستوستيرون. أظهرت إحدى الدراسات أن الرجال الذين تناولوا مكملات فيتامين د لمدة عام واحد شهدوا تحسنًا في هرمون التستوستيرون الكلي والحر والنشط بيولوجيًا مقارنة بالرجال الذين تناولوا المكملات الوهمية.
البورون معدن أساسي نادر يلعب أدوارًا مختلفة في الجسم. يشارك البورون في عملية التمثيل الغذائي للمعادن، ويعمل مع فيتامين د لتحسين صحة العظام، ويؤثر على توازن الهرمونات في الجسم، خاصة عن طريق زيادة مستوى هرمون التستوستيرون وتقليل مستوى هرمون الإستروجين لدى الرجال. لاحظت الدراسات البحثية تحسنًا في هرمون التستوستيرون الحر لدى الرجال الذين تناولوا مكملات البورون يوميًا أو أسبوعيًا. كانت تلك الدراسات صغيرة، ولكن نتائجها واعدة.
ثبت أن زيت السمك الغني بأحماض أوميجا 3 الدهنية مثل EPA وDHA، يؤثر بشكل إيجابي على مستويات هرمون التستوستيرون. تساعد أحماض أوميجا 3 الدهنية على تنظيم الهرمونات، بما في ذلك هرمون التستوستيرون وقد تحسن وظائف الخصيتين بشكل عام. أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن الرجال الذين يتناولون مكملات زيت السمك الغني بـ DHA شهدوا تحسنًا في هرمون التستوستيرون خلال 12 أسبوعًا وهي مدة الدراسة. كما يدعم زيت السمك وظيفة القلب والأوعية الدموية، ويعزز الصحة العقلية، ويقلل الالتهاب في الجسم.
المغنيسيوم معدن أساسي يلعب دورًا حيويًا في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك وظيفة العضلات والأعصاب، والتحكم في نسبة السكر في الدم، وصحة العظام. كما أنه يساهم في إنتاج الطاقة وقد ثبت أنه يؤثر بشكل إيجابي على مستويات هرمون التستوستيرون. تناولت إحدى الدراسات تأثير مكملات المغنيسيوم على مستويات هرمون التستوستيرون لدى كل من الرياضيين والرجال غير النشطين. وقد وجدت الدراسة أن كلا المجموعتين استفادتا من تناول المكملات الغذائية.
يتوفر المغنيسيوم في أشكال مختلفة، ولكل منها تأثيرات مختلفة على الجسم. وتناول الكثير من المغنيسيوم يمكن أن يتسبب في ليونة البراز واضطرابات في الجهاز الهضمي، لذا يوصى عادةً بالبدء بجرعة منخفضة.
الزنك من المعادن النادرة المهمة التي تشارك في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك دعم الجهاز المناعي، وتخليق الحمض النووي، وانقسام الخلايا. يلعب الزنك دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة الجلد والرؤية ووظيفة الأعصاب. الزنك له أهمية خاصة بالنسبة للصحة الإنجابية، لأنه يساهم في إنتاج وتنظيم هرمون التستوستيرون. أظهرت الدراسات أن مستويات الزنك الكافية قد تساعد في زيادة مستويات هرمون التستوستيرون، خاصة عند الرجال الذين يعانون من نقص الزنك.
تمت دراسة الأدوية العشبية، بما في ذلك الأعشاب الكاملة والمستخلصات العشبية، كمعززات محتملة لهرمون التستوستيرون.
الأشواغاندا (ويثانيا سومنيفيرا) عشبة شهيرة تستخدم تقليديًا في الطب الهندي القديم. تشتهر الأشواغاندا بقدرتها على مساعدة الجسم على مقاومة الإجهاد، كما ثبت أنها تعمل على زيادة مستويات الطاقة، وتحسين الأداء الرياضي، والقدرة على التحمل.
الأشواغاندا هي إحدى معززات هرمون التستوستيرون النباتية الأكثر استخدامًا. وقد أظهرت الدراسات الحديثة زيادة في هرمون التستوستيرون لدى الرجال الذين يتناولون الأشواغاندا يوميًا. إلى جانب تأثيرها المفيد على مقاومة الإجهاد وتحسين الأداء الرياضي، تعد الأشواغاندا مصدرًا قويًا للرجال الذين يرغبون في تحسين حيويتهم العامة.
الحلبة (Trigonella foenum-graecum) عشبة طبية متعددة الاستخدامات تستخدم تقليديًا في مختلف الثقافات وفي طب الأعشاب الحديث. تستخدم الحلبة على نطاق واسع نظرًا لتأثيراتها المفيدة على ضبط سكر الدم والكوليسترول، وكذلك توازن الهرمونات لدى الرجال والنساء. تحسن هذه العشبة الرضاعة الطبيعية لدى النساء المرضعات وتعزز مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال.
أظهر تحليل تلوي حديث تناول أربع تجارب سريرية أجريت على الحلبة تحسنًا في هرمون التستوستيرون الكلي لدى الرجال الذين تناولوا العشبة مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي. تحسّن هذه العشبة صحة الهرمونات إلى جانب تحسينها التمثيل الغذائي في الجسم.
تونكات علي (Eurycoma longifolia) نبات طبي موطنه جنوب شرق آسيا. يشار إليها عادة باسم "الجينسنج الماليزي"، وقد استخدمت في الطب التقليدي حيث تشتهر بخصائصها التكيفية وإثارتها للشهوة الجنسية.
نظرت مراجعة منهجية حديثة وتحليل تلوي في العديد من التجارب التي تتضمن هذه العشبة ووجدت ارتباطًا بين تناول عشبة تونكات علي وتحسن مستويات هرمون التستوستيرون لدى كل من الرجال الأصحاء والرجال الذين يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون. وعلى الرغم من أن تلك الدراسات كانت صغيرة، إلّا أن نتائجها كانت مثيرة. اقرأ المزيد عن تونكات علي هنا.
البيتين، أو ثلاثي ميثيل الجلايسين (TMG)، مركب طبيعي موجود في العديد من النباتات والحيوانات، بما في ذلك البنجر. وقد ثبت أن البيتين يحسن وظيفة القلب والأوعية الدموية وصحة الكبد، إلى جانب تعزيز مستويات هرمون التستوستيرون الصحية لدى الرياضيين. وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن الرياضيين الذين تناولوا مكملات البيتين شهدوا تحسنًا في الأداء الرياضي وزيادة في تركيز هرمون التستوستيرون.
يُروّج للتريبولوس(تريبولوس تيريستريس) على نطاق واسع كخيار طبيعي لزيادة الرغبة الجنسية، وتحسين الأداء الجنسي، وتحسين صحة الهرمونات. وقد تباينت نتائج الأبحاث التي أجريت حول التريبولوس كمعزز لهرمون التستوستيرون. ربما لا تحسن هذه العشبة هرمون التستوستيرون بشكل مباشر، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تكون فعالة في تحسين الأعراض المرتبطة بانخفاض هرمون التستوستيرون، مثل انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب.
تركز العديد من المكملات الغذائية على الأدوية النباتية التي لها تاريخ في الاستخدام كمعززات لهرمون التستوستيرون، إلّا أن بعض الدراسات تبحث عن نباتات جديدة وخلطات مبتكرة. وجدت دراسة حديثة تبحث في تأثيرات مزيج خاص يحتوي على مستخلصات من قشر الرمان (Punica granatum) وبذور الكاكاو (Theobroma cacao) أن المشاركين الذين يستخدمون المزيج شهدوا تحسنًا في هرمون التستوستيرون الكلي والحر على مدار الأسابيع الثمانية التي استغرقتها الدراسة.
تُستخدم العديد من المكملات الغذائية والأعشاب المذكورة هنا على نطاق واسع وتعتبر آمنة بشكل عام لمعظم الرجال. ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن المكملات الغذائية قد تتفاعل مع أدوية معينة أو مكملات أخرى. قد يعاني بعض الأفراد من حساسية تجاه أعشاب أو مكملات معينة، مما يؤدي إلى تفاعلات تحسسية عند تناولها، على الرغم من ندرة تلك الحالات. تحدث دائمًا مع مقدم الرعاية الصحية قبل تناول أي أعشاب أو مكملات جديدة.
انخفضت مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال في جميع أنحاء العالم خلال العقود القليلة الماضية. تشير الدراسات إلى انخفاض ملحوظ في مستويات هرمون التستوستيرون لدى رجال اليوم مقارنة بالأجيال السابقة، حتى بعد أخذ العوامل المرتبطة بالعمر في الاعتبار. وقد أثار هذا الانخفاض قلق مقدمي الرعاية الصحية والباحثين، مما دفعهم إلى إجراء دراسات لمعرفة الأسباب الكامنة المحتملة وخيارات العلاج الممكنة. توجد العديد من الخيارات الطبيعية لتحسين مستويات هرمون التستوستيرون، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الخيار الأفضل.
المراجع:
