إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم سكوت بويزينج، دكتور علاج طبيعي
من بين جميع المعادن الضرورية للحفاظ على الصحة، لا يجب إغفال المغنيسيوم . يستخدم الجسم المغنيسيوم بعدة طرق. كما يلعب دورًا في الوظيفة العضلية وانتقال الأعصاب ويعمل كمحفز في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي.
ويلعب دورًا مركزيًا لإنتاج الطاقة الخلوية واستخدامها. بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فيلعب المعدن دورًا في تصنيع البروتين وحمض الديوكسي ريبونوكلييك (DNA) وحمض النووي الريبي (RNA).
تشير الأبحاث التي أجريت على المغنيسيوم إلى أنه يساعد على خفض ضغط الدم وتحسين توازن السكر في الدم وتقليل خفقان القلب. يرتبط انخفاض مستويات المعادن بأمراض القلب والسكري ومرض الزهايمر والصداع النصفي واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) والاكتئاب. بصفة عامة، يرتبط نقص المغنيسيوم بحالة انخفاض مضادات الأكسدة وزيادة الالتهاب المزمن، وكلاهما يساهم في الإصابة بأمراض مزمنة.
بالنظر إلى الوظائف العديدة للمغنيسيوم في الجسم، فلا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن يلعب المغنيسيوم دورًا في الصحة العقلية. تشير الدلائل إلى أن مستويات المغنيسيوم داخل خلايا الدماغ ترتبط مباشرةً بإنتاج الطاقة. عندما تعجز خلايا الدماغ في إنتاج كميات كافية من الطاقة، غالبًا ما يُعزى ذلك إلى انخفاض مستويات المغنيسيوم. قد يُؤدي هذا الانخفاض إلى حالات الصداع النصفي بشكل مباشر حيث وُجدت مستويات منخفضة في المرضى أثناء نوبات الصداع النصفي. مثل فيتامين (ب٢) (الريبوفلافين) ومساعد الإنزيم Q-10 و الميلاتونين، أثبتت الأبحاث أيضًا حدوث انخفاضًا في الصداع النصفي باستخدام مكملات المغنيسيوم.
بالإضافة إلى إنتاج الطاقة في خلايا الدماغ، يقوم المغنيسيوم أيضًا بدورٍ مهم في العديد من أنظمة الناقلات العصبية، بما في ذلك السيروتونين وحمض غاما أمينوبوتيريك (GABA) ودائرة الغلوتامات.
السيروتونين
يُعتقد بشكلٍ عام أن السيروتونين هو الناقل العصبي "للشعور بالراحة". تستهدف معظم الأدوية المضادة للاكتئاب السيروتونين، مما يمنع إعادة امتصاصه مما يُسبب زيادة مستويات السيروتونين.
بالرغم من ذلك، يمكن أن تؤثر الأساليب الأخرى أيضًا على وظيفة السيروتونين. لقد ثبت أن المغنيسيوم يعزز نشاط السيروتونين. على الجانب الآخر، من المعروف أن مستويات السيروتونين تنخفض عند نقص المغنيسيوم.
حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA)
حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA) هو الناقل العصبي الأساسي الذي يُقلل من نشاط الدماغ. بالنسبة للأفراد الذين يعانون من التوتر أو القلق، يمكن أن يُمثل زيادة نشاط حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA) إفادة. ومما يثير الاهتمام أن المغنيسيوم يزيد مباشرة من نشاط مجموعة فرعية من مستقبلات حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA). قد يساعد هذا في توفير تأثيرات مزيلة للقلق عن طريق إبطاء الزيادة المفرطة لنشاط الدماغ.
الغلوتامات
على الرغم من أنه أقل شيوعًا من السيروتونين وحمض غاما أمينوبوتيريك (GABA)، فقد تم افتراض أن الناقل العصبي الاستثاري الغلوتامات يلعب دورًا في العديد من حالات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب والفصام والوسواس القهري. يزيد الغلوتامات من النقل العصبي عن طريق زيادة مستويات الكالسيوم داخل خلايا الدماغ. بما يجعل من خلايا الدماغ تعمل "كمحفز لنمو الشعر"، مما يجعل الشعر ينمو بصورة أكبر. إذا كانت الغلوتامات زائدة بشكل مفرط، فإن الكثير من الكالسيوم يمكن أن يغرق الخلية مسببة "تسممًا" وموت الخلية.
وهنا مرة أخرى، يمكن أن يلعب المغنيسيوم دورًا حيويًا آخر للصحة العقلية ووظيفة الدماغ. يُحدث المغنيسيوم كسرًا في نشاط الغلوتامات. عند وجود المغنيسيوم بكميات كبيرة، فقد ثبت أنه يمنع التسمم الناتج عن الغلوتامات الزائدة.
بدأت الأبحاث في الكشف عن طرق أخرى يمكن أن يساعد بها المغنيسيوم في حماية الدماغ. بالإضافة إلى الحد من التسمم، فإن المغنيسيوم له تأثيرات مباشرة مضادة للالتهابات ويحسن من حالة مضادات الأكسدة.
لقد أثبتت هذه التأثيرات الوقائية العصبية أنها طريقة آمنة وفعّالة من حيث التكلفة لمنع تلف الدماغ لدى الرُضع المعرضين للخطر. توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء المغنيسيوم في الوريد لتقليل أو منع تلف الدماغ والإعاقة لدى الأطفال الذين يولدون قبل موعد ولادتهم.
بينما يُمثل فهم كيفية تأثير المغنيسيوم على الدماغ أمرًا ضروريًا، إلا أنه لا يزال من الجدير التساؤل إذا كانت هذه التأثيرات كبيرة بما يكفي للمساعدة في حالات صحية عقلية معينة. لحسن الحظ، فإن الأبحاث تكشف تدريجيًا الفوائد السريرية المحتملة للعديد من حالات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومرض الزهايمر.
تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن الاكتئاب مرتبط بانخفاض مستوى المغنيسيوم، على الرغم من صعوبة فهم العلاقة. الكشف عن نقص المغنيسيوم مُفعم بالتحديات منذ الاختبار القياسي، المغنيسيوم في الدم ليس دقيقًا في جميع حالات النقص. يتم تخزين معظم المغنيسيوم داخل الخلايا، ولا يرتبط فحص مستويات الدم دائمًا بحالة المغنيسيوم للفرد. بينما تشير مراجعة البحث بخصوص نقص المغنيسيوم والاكتئاب إلى وجود صلة محتملة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث بسبب تنوع الدراسات.
بالنسبة للتأثيرات السريرية، تشير دراسة صغيرة أجريت على مرضى السكري الأكبر سنًا الذين يعانون من نقص المغنيسيوم والذين يعانون من الاكتئاب إلى فوائد محتملة. في الدراسة، تم إعطاء المرضى مكملات المغنيسيوم أو الأدوية المضادة للاكتئاب. كشفت التجربة أن مكملات المغنيسيوم فعالة مثل الأدوية، مما يقلل الأعراض بأكثر من الثلث. في تجربة صغيرة منفصلة لمرضى الألم العضلي الليفي، تبين أيضًا أن مكملات المغنيسيوم تقلل مستويات أعراض الاكتئاب بنسبة تزيد قليلاً عن الثلث.
تجربة صغيرة أخرى اُجريت على مرضى الاكتئاب المقاوم للعلاج كشفت عن مدى إفادة المغنيسيوم الوريدي. مع زيادة مستويات المغنيسيوم في الدم، تحسنت أعراض الاكتئاب. وفي تجربة تجريبية منفصلة يتم إعطاء البروبيوتيك والمغنيسيوم للمرضى الذين يتناولون بالفعل مضادات الاكتئاب. استجاب ثلثا المرضى بتحسن كبير في أعراض الاكتئاب بعد ثمانية أسابيع. على الرغم من أن تلك التجربة ليست قاطعة، فقد كشفت إحدى الدراسات أن المغنيسيوم جنبًا إلى جنب مع فيتامين B6 قد يكون أكثر فاعلية في علاج أعراض الحالة المزاجية لدى "الأفراد الذين يعانون من الإجهاد الشديد" من المغنيسيوم وحده.
استمرت التجارب الأحدث في اقتراح تحسينات في الاكتئاب باستخدام مكملات المغنيسيوم. استنتجت إحدى أكبر التجارب التي أجريت على أكثر من مائة مريض إلى أن "المغنيسيوم فعال لحالات الاكتئاب الخفيفة إلى المتوسطة لدى البالغين. إنه يعمل بسرعة ويُمكن تحمله بصورة جيدة دون الحاجة إلى مراقبة دقيقة لمستوى السمية".
أصبح الإجهاد عنصرًا اعتياديًا في الحياة الحديثة. على هذا النحو، يعاني العديد من الأفراد من التوتر والقلق. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 15% من الناس في جميع أنحاء العالم سيصابون باضطراب القلق طوال حياتهم.
وكما هو الحال مع الاكتئاب، تشير البيانات إلى أن المغنيسيوم قد يكون مفيدًا لأعراض القلق. لسوء الحظ، فإن البيانات الحالية للقلق أقل قوة بشكل ملحوظ من البيانات الخاصة بالاكتئاب. وجدت إحدى أحدث المراجعات أن أربع دراسات من ثماني دراسات منشورة على الأفراد المصابين بنوبات القلق، وواحدة من دراستين أُجريت على مرضى يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وأربع من سبع دراسات عن القلق المقترن بمتلازمة ما قبل الحيض أظهرت استجابات مفيدة لعلاج المغنيسيوم. على أقل تقدير، تشير البيانات إلى أن هناك مجموعة فرعية من الأفراد يعانون من القلق والتي قد تكون مكملات المغنيسيوم مفيدة فيها.
يبدو أيضًا أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو (ADHD)، له صلات بالمغنيسيوم. وجدت مراجعة حديثة للبحث المنشور وجود صلة محتملة بين مستويات المغنيسيوم المنخفضة وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
واحدة من أولى الدراسات التي أجريت على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والمغنيسيوم عند الأطفال مكملات المغنيسيوم على مدى ستة أشهر من التجربة. في الدراسة، تم تقليل فرط النشاط بشكل ملحوظ مع علاج المغنيسيوم. دمجت تجربة أخرى المغنيسيوم مع فيتامين ب 6 ووجدت فوائد في تقليل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
في الآونة الأخيرة، وجدت دراسة عن ثريونات المغنيسيوم، وهو شكل من أشكال المغنيسيوم المعروف أنه يصل إلى الدماغ بصورة أكثر فعالية، فوائد لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين. في الدراسة الصغيرة، كان لدى ما يقرب من نصف البالغين استجابة علاجية كبيرة مع مكملات ثريونات المغنيسيوم.
ومن المثير للاهتمام أن أحدث تجربة للمغنيسيوم لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه دمجتها مع فيتامين د. على مدار ثمانية أسابيع، كان لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تحسينات كبيرة في كل من المشاكل العاطفية والسلوكية، والتفاعلات بين النظائر، والتنشئة الاجتماعية، والصعوبات الكلية.
مرض الزهايمر مرض مدمر. مع تقدم مرض الزهايمر، تتدهور ببطء ذاكرة الفرد وقدرته على العمل. لسوء الحظ، لا تؤدي الأدوية الحالية إلى تقليل تطور المرض. على هذا النحو، تتجه بعض الأبحاث إلى العلاج المبكر والوقاية.
بينما لا يزال البحث في مهده، هناك بالفعل اقتراحات بأن المغنيسيوم يمكن أن يساعد في الوقاية من الخرف. تشير الأبحاث المبكرة إلى أن المغنيسيوم قد يساعد في إزالة سموم الدماغ وتقليل التهاب الدماغ، وكلاهما متورط في تطور الخرف.
وبشكل أكثر مباشرة، تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن المغنيسيوم قد يساعد في تخفيف العلامات المرضية الكامنة وراء مرض الزهايمر. في مرض الزهايمر، تتراكم لويحات الدماغ وتشابكاته بمرور الوقت، مما يؤدي إلى قتل خلايا الدماغ وتعطيل وظائف المخ الطبيعية. يبدو أن المغنيسيوم يساعد في منع تكوين كل من اللويحات والتشابك عند وجوده بكميات عالية بما يكفي.
على الرغم من محدودية البحوث البشرية، وجدت دراسة مفتوحة التسمية أُجريت على 15 مريضًا يعانون من الخرف الخفيف إلى المعتدل فوائد المغنيسيوم. في الدراسة، تم إعطاء المرضى ثريونات المغنيسيوم لمدة أربعة أشهر. طوال فترة العلاج، تحسنت عملية التمثيل الغذائي للدماغ والوظيفة الإدراكية بشكل كبير.
في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات البشرية لفهم أفضل لفائدة المغنيسيوم للوقاية من الخرف والتدهور المعرفي، فإن البحث الأساسي الأولي واعد. إلى جانب سلامة مكملات المغنيسيوم والمعدل العالي لنقص المغنيسيوم في السكان، قد يكون المغنيسيوم أداة مفيدة للمساعدة في تعزيز "طول عمر الدماغ".
يؤدي انخفاض المغنيسيوم إلى ضعف حالة مضادات الأكسدة وانخفاض مستوى الالتهاب المزمن عند نقصانه. تشير الأبحاث إلى أن الحفاظ على مستويات كافية يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في الصحة على المدى الطويل. حتى أن بعض الباحثين افترضوا أن انخفاض المغنيسيوم قد يؤدي إلى الشيخوخة، مما يشير إلى أن المغنيسيوم الكافي يمكن أن يكون له "تأثيرات مضادة للشيخوخة".
بالنظر إلى أنه في بعض السكان، أقل من نصف الأفراد يأخذون احتياجاتهم الأساسية من المغنيسيوم من الغذاء، فإن مكملات المغنيسيوم يمكن أن تكون استراتيجية مفيدة. بشكل عام، عند إضافة المغنيسيوم، يجب استخدام الأنماط التي يتم امتصاصها بشكل أفضل، بما في ذلك سترات المغنيسيوم، وغليسينات المغنيسيوم، وكلوريد المغنيسيوم.
بالنسبة لصحة الدماغ، تشير بعض الدراسات الأولية إلى أن ثريونات المغنيسيوم قد تكون أكثر فاعلية في العبور إلى الدماغ. على هذا المنوال، يمكن أن يكون لثريونات المغنيسيوم بعض المزايا الإضافية على الأنماط الأخرى، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ذلك على وجه التأكيد.
المغنيسيوم معدن مهم له تأثيرات عديدة في جميع أنحاء الجسم. بسبب العديد من الآليات، يعد المعدن ضروريًا أيضًا لدعم صحة الدماغ والمحافظة عليها. بدأت الأدلة تشير إلى أنه بالنسبة لبعض حالات الصحة العقلية وللمساعدة في الوقاية من الخرف، قد يكون للمكملات دورًا تقوم به. نأمل، مع مزيد من البحث، أن نتمكن من الفهم بصورة أفضل لفائدة المغنيسيوم للصحة العقلية.
المراجع:
