المغنيسيوم هو معدن مهم يساعد على تنظيم العديد من الجوانب المحورية في جسمك. وهو رابع أكثر المعادن شيوعًا في الجسم بعد الكالسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم. يعمل المغنيسيوم أيضًا كعامل مساعد للعديد من الإنزيمات وردود الفعل في الجسم أثناء النوم. للشعور بتجدد الطاقة كل يوم، أنت بحاجة إلى أفضل نوم يمكنك الحصول عليه لمنح جسمك القدرة على التعافي واصل القراءة لمعرفة خمسة أسباب تجعل تناول مكملات المغنيسيوم يوميًا يساعد على تنظيم العديد من أنظمة الجسم، مما يساعدك على الاسترخاء، وتجديد الطاقة، والحصول على نوم أفضل، وعيش حياة أكثر صحة.

المغنيسيوم والنوم الهانئ

يشارك المغنيسيوم في أكثر من 300 نظام إنزيمي في الجسم. أحد الاكتشافات الحديثة لتأثيرات المغنيسيوم هو قدرته على تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية للمرء. بعد يوم طويل من التنقل والافكار العاصفة في ذهني، أجد أنه من المهم محاولة الاسترخاء في نهاية اليوم للحصول على أفضل نوم ممكن. ثبُت أن المكملات التي تحتوي على المغنيسيوم، والميلاتونين، وفيتامين (ب) تساعد في الحصول على جودة نوم أفضل.

كما اتضح أن الجمع بين هذه المكملات يساعد على تقليل الأرق، بالإضافة إلى بعض العلامات الأخرى التي يمكن أن تصاحب الأرق كضعف التركيز، والتهيج. نقص المغنيسيوم قد يؤثر سلبًا على جودة النوم، ويسبب الأرق واكتئاب المزاج. وفقًا لعباسي وآخرون، بعد 8 أسابيع من تناول مكملات المغنيسيوم، تحسن لدى المرضى المسنين وقت النوم وجودته.

قد تساعدك المكملات التي تحتوي على الميلاتونين والمغنيسيوم على تحقيق الشفاء الأمثل أثناء النوم. الميلاتونين هو هرمون ينتجه الجسم ويساعد أيضًا على تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية. يُطلقه الجسم في الليل كمؤشر على أن الوقت قد حان للنوم. ثبت أن مكملات الميلاتونين تساعد على تحسين النوم، خاصة لدى من يعملون لساعات ليلية وينامون أثناء النهار. إنه أحد أكثر المكملات أمانًا لأن آثاره الجانبية قليلة للغاية.

على الرغم من قلة الأدلة على أن فيتامين (ب) وحده يعزز النوم، إلا أن فيتامين (ب12) قد تكون له فوائد في تحسين الحالة المزاجية لدى المصابين بالاكتئاب، وهو أمر يرتبط بالأرق. الزنك هو معدن آخر ثبت أن له خصائص تآزرية مع المغنيسيوم لمساعدتك على النوم. في دراسة أجراها روندانيلي وآخرون، تبين أن مكملات المغنيسيوم مع الميلاتونين والزنك تساعد على تحسين جودة النوم لدى المقيمين في مرافق الرعاية طويلة الأجل. لذا، بالإضافة إلى اتباع روتين نوم جيد قبل النوم، أتناول مكمل المغنيسيوم للمساعدة على تحسين مزاجي ونومي.

النوم والعافية

النوم الجيد يساعدني على التمتع بعقلية هادئة لقبول العديد من المشاعر التي قد تطرأ خلال النهار. بيّنت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن انخفاض مستويات المغنيسيوم قد يؤدي إلى سلوك اكتئابي. أظهرت نفس الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن تناول المغنيسيوم للحصول على مستويات طبيعية من المغنيسيوم قد يساعد في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية. قد يكون المزاج المكتئب مصحوبًا أيضًا بمشاعر القلق. هذه المشاعر هي واحدة من أكثر الحالات التي تؤثر على الناس حيث تنتشر بنسبة 15٪ على مدى الحياة.

من المفترض أن المغنيسيوم له تأثيرات عديدة على الناقلات العصبية للدماغ التي تشارك في الإثارة والاستجابة للكر والفر. إن مستقبلات إن-ميثيل-دي-أسبارتات (NMDA) تسبب حالات القلق، وقد ثبت أن المغنيسيوم يقلل من استثارتها في المواقف العصيبة. كما ثبت أن المغنيسيوم يساعد على تنظيم المستقبل المثبط في الدماغ، GABA (حمض جاما أمينوبوتيريك). تؤدي زيادة نشاط مستقبلات GABA إلى تثبيط نشاط مستقبلات NMDA، مما يمنح حالة ذهنية أكثر هدوءًا.

في مراجعة منهجية قام بها بويل، ولوتون، وداي وجد الباحثون بعض التحسن في مشاعر القلق عند تناول 300 مجم من المغنيسيوم مع 20 مجم من فيتامين (ب6). العديد من هذه الدراسات كانت لها نتائج مختلطة، لكنها عمومًا تقدم دعمًا متواضعًا لفكرة أن مكملات المغنيسيوم قد تمنحك بعض النفع إذا كنت تشعر بالقلق.

تنظيم النوم ونسبة السكر في الدم

يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي أيضًا على الحصول على نوم مريح. يُعد تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض إحدى طرق الحصول على نوم جيد. ثبت أن المغنيسيوم يساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم، ويساعد على تقليل مستويات الهيموجلوبين A1C المقترنة بنظام غذائي صحي. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم لفترات طويلة إلى الإصابة بمرض السكري، مما يؤثر سلبًا على نظام القلب والأوعية الدموية، والكلى، والعينين. يُعتقد أن المغنيسيوم يمكن أن يساعد على تحسين حساسية الأنسولين مما يؤدي إلى تحسين التحكم في الجلوكوز. ثبت أن انخفاض مستوى المغنيسيوم يضعف نشاط مستقبلات الأنسولين في الخلايا، مما يؤدي إلى مقاومة أنسولين أعلى وارتفاع السكر في الدم.

في دراسة الحالات والشواهد التي أجراها دراوي وآخرون، تم تقسيم 42 مشاركًا إلى مجموعتين عشوائيتين، تناولت إحداها 250 مجم من مكمل المغنيسيوم لمدة 12 أسبوعًا، ومجموعة أخرى تناولت دواءً وهميًا. بعد 12 أسبوعًا، كان لدى المجموعة التي تناولت المغنيسيوم مقاومة أقل للأنسولين، وبالتالي، تحسنت لديها السيطرة على نسبة السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، كان لدى المجموعة التي تناولت المغنيسيوم أيضًا انخفاضًا في نسبة الهيموغلوبين A1C من 8.32٪ إلى 7.96٪، وهي القيمة التي يفحصها الطبيب لمعرفة مدى التحكم في مرض السكري لدى الأشخاص.

المغنيسيوم قد يساعد عضلاتك على الاسترخاء

تتمثل إحدى الوظائف الرئيسية للمغنيسيوم في دوره في تقلص العضلات والحفاظ على قوة العظام. أستخدم أشكالًا فموية وموضعية من المغنيسيوم بعد التمرن تمرينًا قويًا، أو الوقوف لفترات طويلة في أجنحة المرضى لمساعدة عضلاتي على الاسترخاء. أفاد ما يقرب من 60٪ من البالغين أنهم عانوا من تقلصات في الساق ليلًا، مما قد يؤدي إلى اضطراب النوم وعدم الراحة. نظرًا لأن المغنيسيوم يساهم في الإشارات العصبية العضلية وتقلص العضلات، يُعتقد أن تناول المغنيسيوم يساعد على منع تقلصات العضلات.

بيّنت مراجعة كوكرين لتناول المغنيسيوم عبر الفم لعلاج تقلصات العضلات أنه بالنسبة لتشنجات العضلات لدى كبار السن، من غير المرجح أن تكون للمغنيسيوم أي فائدة. ومع ذلك، في الدراسات التي أُجريت على النساء الحوامل، اتضح أن لمكملات المغنيسيوم بعض الفوائد في تقليل تقلصات عضلات الساق. ولكن، كانت بعض النتائج لدى النساء الحوامل غير متسقة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحديد بوضوح فوائد مكملات المغنيسيوم لتقليل تقلصات الساق.

هناك شكل آخر من أشكال المغنيسيوم قد يساعد في علاج آلام العضلات هو كبريتات المغنيسيوم، والمعروف باسم ملح إبسوم. ملح إبسوم هو ملح معدني موجود بشكل طبيعي، ومركبيه الأساسيين هما المغنيسيوم والكبريتات. يستخدم ملح إبسوم كملح للحمام المعدني، وقد يساعد على استرخاء العضلات، وتخفيف آلام الكتف والرقبة مثل آلام العضلات، وحتى تخفيف الصداع. على الرغم من عدم تأكيد أي تجارب إكلينيكية لنفعه للقدمين، إلا أن العديد من الأشخاص قد وجدوا أن نقع القدمين المؤلمتين أو أخذ حمام كامل يعمل على إرخاء رقبتك، وظهرك، ومساعدتك على التعافي.

المغنيسيوم قد يساعد على تحسين صحة الأمعاء

أخيرًا، أحد مفاتيح النوم المريح هو صحة الجهاز الهضمي، وقد يساعد المغنيسيوم على تحقيق ذلك. أكسيد المغنيسيوم هو شكل من أشكال المغنيسيوم يُستخدم للمساعدة في حركة الأمعاء عند الإمساك. أظهرت التقارير أن من يعانون من أشكال مزمنة من الإمساك قد يعانون من أعراض التهيج، ومشاعر القلق، والمزاج المكتئب، وانخفاض الشهية، مما قد يقلل بشكل عام من جودة حياة الشخص.

على الرغم من وجود العديد من عوامل حركة الأمعاء، إلا أن أكسيد المغنيسيوم يعمل كمُليّن تناضحي يمكن أن يوفر راحة فورية من الإمساك بجرعة واحدة. بمجرد دخوله إلى المعدة، فإنه يرتبط بحمض المعدة لتكوين كربونات المغنيسيوم في الأمعاء الدقيقة. هنا يمتص الماء من الأمعاء مما يؤدي إلى تمدد المحتويات وتحفيز الأمعاء على الحركة. من المستحسن أن يقوم كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى بمراجعة طبيبهم حول مقدار أكسيد المغنيسيوم الذي يجب عليهم تناوله.

في تجربة مزدوجة التعمية أجراها موري وآخرون، تم تعيين مجموعتين بشكل عشوائي لتناول إما 1.5 جرام من أقراص مكملات أكسيد المغنيسيوم أو أقراص الدواء الوهمي لمدة أربعة أسابيع. المرضى الذين تناولوا مكملات أكسيد المغنيسيوم كانت لديهم زيادة في عدد حركات الأمعاء مقارنة بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي. أوضحت الدراسة أيضًا أن مكملات أكسيد المغنيسيوم ساعدت أيضًا على تليين البراز وتقليل الإجهاد عند التبرز. لم يكن هناك تحسن في انتفاخ البطن أو الإحساس بعدم الراحة بسبب التغوط غير الكامل.

من الفوائد الأخرى للمغنيسيوم لصحة أمعائك تخفيف حرقة المعدة أو اضطراب المعدة. كمشجع متعطش للطعام الحار، فإن استخدام مغنيسيا الحليب وهو الاسم الشائع لهيدروكسيد المغنيسيوم - كمضاد للحموضة قد يساعد على تخفيف الشعور بالحموضة أو اضطراب المعدة. يتحد هذا الشكل من المغنيسيوم مع حامض المعدة ويعيده ويخفف اضطراب المعدة. صُمم هذا المكمل وغيره من الوسائل المساعدة للجهاز الهضمي لتحسين صحة الجهاز الهضمي، ويمكن تناوله كقرص قابل للمضغ أو سائل.

الرأي النهائي

على الرغم من أن المغنيسيوم ليس علاجًا سحريًا للعديد من الأمراض، إلا أنه يؤدي دورًا في العديد من الأجزاء المحورية في حياتي اليومية، وأنا أستخدمه بانتظام. إن تناول مكملات المغنيسيوم مع نظام غذائي صحي قد لا يساعدك على الحصول على نوم مريح بشكل أفضل فحسب، بل قد يساعد أيضًا جسمك على التعافي تمامًا والبقاء هادئًا، ومسترخيًا، وواعيًا للتغلب على أي يوم مزدحم.

المراجع:

  1. Abbasi B, Kimiagar M, Sadeghniiat K, Shirazi MM, Hedayati M, Rashidkhani B. The effect of magnesium supplementation on primary insomnia in elderly: A double-blind placebo-controlled clinical trial. J Res Med Sci. 2012;17(12):1161-1169.
  2. Aluminum hydroxide and magnesium hydroxide: Medlineplus Drug Information. MedlinePlus. https://medlineplus.gov/druginfo/meds/a601013.html#:~:text=Aluminum%20Hydroxide%2C%20Magnesium%20Hydroxide%20are,the%20stomach%20(gastric%20hyperacidity).
  3. Boyle NB, Lawton C, Dye L. The Effects of Magnesium Supplementation on Subjective Anxiety and Stress-A Systematic Review. Nutrients. 2017;9(5):429. Published 2017 Apr 26. doi:10.3390/nu9050429
  4. ELDerawi WA, Naser IA, Taleb MH, Abutair AS. The Effects of Oral Magnesium Supplementation on Glycemic Response among Type 2 Diabetes Patients. Nutrients. 2018;11(1):44. Published 2018 Dec 26. doi:10.3390/nu11010044
  5. Garrison SR, Allan GM, Sekhon RK, Musini VM, Khan KM. Magnesium for skeletal muscle cramps. Cochrane Database Syst Rev. 2012;2012(9):CD009402. Published 2012 Sep 12. doi:10.1002/14651858.CD009402.pub2
  6. Gröber U, Werner T, Vormann J, Kisters K. Myth or Reality-Transdermal Magnesium?. Nutrients. 2017;9(8):813. Published 2017 Jul 28. doi:10.3390/nu9080813
  7. Kostov K. Effects of Magnesium Deficiency on Mechanisms of Insulin Resistance in Type 2 Diabetes: Focusing on the Processes of Insulin Secretion and Signaling. Int J Mol Sci. 2019;20(6):1351. Published 2019 Mar 18. doi:10.3390/ijms20061351
  8. Mori S, Tomita T, Fujimura K, et al. A Randomized Double-blind Placebo-controlled Trial on the Effect of Magnesium Oxide in Patients With Chronic Constipation. J Neurogastroenterol Motil. 2019;25(4):563-575. doi:10.5056/jnm18194
  9. Rondanelli M, Opizzi A, Monteferrario F, Antoniello N, Manni R, Klersy C. The effect of melatonin, magnesium, and zinc on primary insomnia in long-term care facility residents in Italy: a double-blind, placebo-controlled clinical trial. J Am Geriatr Soc. 2011;59(1):82-90. doi:10.1111/j.1532-5415.2010.03232.x
  10. Whitehead WE, Engel BT, Schuster MM. Irritable bowel syndrome: physiological and psychological differences between diarrhea-predominant and constipation-predominant patients. Dig Dis Sci. 1980;25(6):404-413. doi:10.1007/BF01395503