اعتدنا أن يكون للبرد والإنفلونزا موسم محدد بفترة زمنية. أما هذه الأيام، يبدو أننا قد نصاب بالڤيروس في أي وقت خلال العام.

مع الوجود المستمر للڤيروسات الأنفية وسلالات الإنفلونزا المتعددة؛ من الهام أن نأخذ حذرنا أكثر من الإصابة بهذه الجراثيم. للأسف، يمكن للأدوية التي تُباع دون وصفة طبية أن تكون شديدة القسوة على الجسم وتسبب آثاراً جانبية شبيهة بالآثار الجانبية للأدوية التي تُباع بوصفة طبية. يمكن للعلاجات الطبيعية أن تكون أكثر لطفاً على الجسم، ويمكنها تعجيل التعافي بل وتقي من المرض أحياناً.

تعجيل التعافي بالحصول على قدر كاف من النوم

الحصول على قدر مناسب من النوم أحد أفضل الطرق لمساعدة الجسم على التغلب على المرض. عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من الراحة؛ يمكن أن يصبح جهاز المناعة منهكاً. النوم هو أكثر طرق الجسم طبيعية لتجديد جهاز المناعة وإعادة تنشيطه. الحصول على قدر مناسب من الراحة يمثل كذلك طريقة للمساعدة على الوقاية من حدوث عدوى البرد والإنفلونزا.

الوقاية من الإنفلونزا بالبخار أو أجهزة الترطيب

في حالة حدوث احتقان بسبب المرض؛ يشعر المريض بالإنهاك مع كل نَفَس. لهذا يمكن للعلاج بالبخار أن يوفر بعض التلطيف الذي يحتاج إليه المريض. تكوين جو مشبع بالبخار والرطوبة سواء عن طريق ملأ الحمام بالبخار أو ببساطة باستخدام وعاء أو حوض أو حتى جهاز تبخير؛ يمكنه أن يكون مفيداً. إضافة زيت الكافور إلى الماء يمكن أن يساعد على توفير مزيل ممتاز للاحتقان.

قوة البخار الشافية يمكن أن تكون طريقة فعالة لمساعدة الجسم بأكمله على الشعور بحال أفضل. يُعرف البخار بقدرته على تخفيف الآلام أثناء معركة البرد أو الإنفلونزا، كما يمكنه مساعدة جهاز المناعة على تطهير الجسم من سموم الڤيروس الضارة من خلال المسام.

استعمال جهاز الترطيب قد يمثل طريقة لتخفيف الحالة إذا كان المصاب يعاني من الاحتقان والسعال. أجهزة الترطيب مفيدة بشكل خاص في حالة البيئة الجافة. البيئة الجافة قد تكون محل الإقامة (الصحراء مثلاً)، وقد يجعل مصدر التدفئة داخل المنزل الجو جافاً. ولكن كن على حذر عند استخدام جهاز الترطيب — ينبغي تجنب الأنواع المطلقة للرذاذ لأنها قد تزيد من البكتيريا والفطريات. هذا بالإضافة إلى ضرورة تنظيف جهاز الترطيب تنظيفاً جيداً للمساعدة على منع نمو الفطريات.

أقراص المص الطبيعية والمحاليل الملحية والكثير من السوائل

عادةً ما يصاحب البرد أو الإنفلونزا سعال مزعج وعنيد. تمثل أقراص المص الطبيعية طريقة لمحاولة مكافحة السعال المؤلم. ولا سيما أقراص المص بـ العسل الطبيعي حيث تمثل مكملاً غذائياً لأي معالجة منزلية. أقراص المص بـ الكافور أو المنثول فعالة أيضاً.

أكثر من 70 بالمئة من كوكب الأرض من الماء ومعظمه من الماء المالح. هناك شيء ما متميز يتعلق بالملح. تقدم المحاليل الملحية طريقة لحصول الجسم على بعض من هذا الملح كطريقة علاجية. إنه مفيد لالتهاب الحلق وسيلان الأنف واحتقانها. يمكن لنقاط الأنف الملحية أن تعيد بعض من هذا الملح إلى أجهزة الجسم. نقاط أو بخاخات الأنف الملحية متوفرة لدى معظم الصيدليات ومحلات البقالة وتُباع دون وصفة طبية. هذه المحاليل آمنة جداً ولطيفة على الجسم حتى للأطفال.

يتكون معظم الجسم البشري، صدق هذا أو لا تصدق، من السوائل. لذا يجب الحرص على تناول الكثير من السوائل عند التعرض للإصابة بالبرد أو الإنفلونزا. تناول الكثير من الماء وعصائر الفاكهة الحقيقية ومشروبات الإلكتروليتات الرياضية وشوربة المرق (نعم، مثل شوربة المعكرونة بالدجاج التي تعدها والدتك) يساعد على خفض البلغم في الجسم.

إضافة جذور الزنجبيل والعسل والثوم الطبيعي إلى النظام الغذائي

في حين يُعرف الزنجبيل بمذاقه اللاذع أو أحياناً بكونه مضاد للالتهابات؛ إلا إنه يساعد أيضاً على تخفيف السعال والتهاب الحلق. وتشير مزيد من الدراسات إلى أنه يساعد على تخفيف الشعور بالغثيان. جميع هذه الأعراض الثلاثة غالباً ما تصاحب معركة البرد أو الإنفلونزا. القيام بغلي بعض جذور الزنجبيل طريقة بسيطة لمحاولة الحصول على بعض التلطيف.

إحدى معجزات الطبيعة الأخرى هي العسل. إلى جانب مذاقه الحلو والطيب؛ يتمتع العسل بالكثير من الخواص المفيدة. على سبيل المثال، يُعرف بأنه مضاد للبكتيريا والميكروبات. إضافة بعض العسل إلى الشاي أو إلى إحدى الوجبات أو تناول ملعقة كبيرة بمفردها يساعد على تخفيف السعال. إلا أنه يجب الحرص عند إطعامه للأطفال. يجب عدم إطعام العسل مطلقاً للأطفال أصغر من عام حيث يحتوي على أبواغ وشيقية.

يُعرف الثوم بخواصه المضادة للميكروبات حيث يحتوي على مركب الأليسين. إضافة الثوم إلى النظام الغذائي في شكله الطبيعي أو كمكمل غذائي يمكن أن يساعد على تخفيف حدة أعراض البرد. أصبح استعمال الثوم بانتظام في الوجبات متبعاً كطريقة للمساعدة على الوقاية من الإصابة بالمرض قبل حدوثها.

تعزيز التعافي بالقُنْفُذِيَّة وڤيتامين ج والپروبيوتيك

يحتوي نبات القُنْفُذِيَّة على فلاڤونويدات يمكن أن تساعد على تعزيز جهاز المناعة. مثله مثل الزنجبيل يساعد على تخفيف الالتهابات. يمكن تناول نبات القُنْفُذِيَّة قبل الإصابة أو أثناء المرض. تناوله قبل الإصابة قد يساعد على الوقاية من المرض. أما تناول نبات القُنْفُذِيَّة أثناء التعافي فيمكن أن يساعد على تقصير مدة الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا.

بالإضافة إلى هذا فإن ڤيتامين ج يمكن أن يقدم مساعدة كبيرة لجهاز المناعة سواء قبل الإصابة أو بعدها. يوجد ڤيتامين ج في شتى أنواع الفاكهة والخضروات، ولكنه يتوفر أيضاً في شكل أقراص. مزجه في الشاي أو بعض من العسل يمثل طريقة جيدة لإمداد أجهزة الجسم به. تناول عصير الليمون أو البرتقال طريقة أخرى رائعة للحصول على ڤيتامين ج. إمداد الجسم بڤيتامين ج لا يساعد جهاز المناعة فحسب بل إنه يكافح عدوى الجهاز التنفسي أيضاً. يمثل ڤيتامين ج مكمل غذائي آخر يمكن تناوله مقدماً للمساعدة على الوقاية من المرض.

الپروبيوتيك عامل آخر هام لتعزيز سرعة التعافي. الپروبيوتيك بكتيريا نافعة توجد طبيعياً في الجسم وفي أطعمة معينة ومتوفرة حالياً في شكل مكملات غذائية تُباع دون وصفة طبية. الكثير من الأمراض التي تصيب الجسم تستقر في الأمعاء. تساعد الپروبيوتيك على تخليص الجسم من هذه الجراثيم والحفاظ على نقاء الأمعاء. يمكن للپروبيوتيك أن تساعد على مكافحة عدوى الجهاز التنفسي العلوي. للحصول على مزيد من الحماية؛ احرص على تناول الپروبيوتيك قبل الإصابة بالمرض.

تخفيف الإجهاد العصبي وطرق أخرى للتعافي

يُعرف الإجهاد العصبي بقدرته على إحداث تلف شديد لجهاز المناعة. ضعف جهاز المناعة يفتح الباب أمام ڤيروسات البرد والإنفلونزا. ولهذا فمن الهام تخفيف الإجهاد العصبي بل والابتعاد عن التعرض له لتجنب الإصابة بالأمراض. كما ذكرنا في السابق فإن هذا يعني الحصول على الكثير من النوم.

هناك أيضاً العديد من الإجراءات البسيطة التي يمكنها تعزيز التعافي. يمكن أن توفر الغرغرة، على سبيل المثال، بعض التلطيف لالتهاب الحلق. الغرغرة بـ الملح والماء الدافئ طريقة سهلة وآمنة للمساعدة على الحصول على بعض التلطيف. إضافات مثل پيروكسيد الهيدروچين، العسل، خل التفاح، عصير الليمون أو أوراق توت العليق تعزز هذا المحلول.

استخدام الكمادات الساخنة والباردة يمكن أيضاً أن يساعد على تخفيف الاحتقان. وضع الكمادات على الجيوب الأنفية المحتقنة يساعد على تخفيف الالتهاب بعض الشيء. يقدم هذا بديلاً لطيفاً للأشخاص الذين لا يتوفر لديهم مولدات بخار ساخن. تتمثل أفضل الممارسات في التبديل بين الكمادات الساخنة والباردة.

مفاتيح الوقاية الطبيعية من البرد والإنفلونزا

لحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات الطبيعية المتوفرة للمساعدة على اتقاء البرد والإنفلونزا. الراحة، الابتعاد عن مسببات الإجهاد العصبي، استعمال البخار وتناول الكثير من السوائل؛ كلها طرق بسيطة لمكافحة هذين المرضين. رغم هذا بإمكان إضافات مثل العسل، القُنْفُذِيَّة، ڤيتامين ج، الپروبيوتيك والزنجبيل أن توفر تعزيزاً قوياً لجهاز المناعة المنهك. يمكن للأمر أن يكون "معركة" حقيقية بين جهاز المناعة والجراثيم المعدية المشتملة على ڤيروسات البرد والإنفلونزا. اتباع العلاجات الطبيعية لا يمكنه فقط تعجيل التعافي بل يمكنه أيضاً تقليل احتمالات الإصابة بالمرض من البداية ويقدم لجهاز المناعة ما يحتاجه من حلفاء.