تلعب المواد الغذائية دوراً كبيراً في الوقاية وعلاج الأسباب التي تؤدي إلى ضعف البصر في أمريكا الشمالية وهي: الساد (إعتام عدسة العين) والتنكس البقعي. وفي كلتا الحالتين فإن آليات الحماية الطبيعية في العين تكون غير قادرة على منع التسبب بالضرر للعدسة وبقعة الشبكية على التوالي. وهناك بعض المواد الغذائية أساسية من أجل صحة العين وللوقاية من هذه الأمراض وتحسين وظيفة الرؤيا عند الإصابة بهذه الحالات.

النظام الغذائي الغني بالفواكه الملونة وخصوصاً التوت والعنب، والخضار وخصوصاً الخضروات ذات الأوراق الخضراء، تساعد في تقليل خطر الإصابة بالساد والتنكس البقعي. كان يعتقد سابقاً أن هذه الوقاية كانت تأتي نتيجة لزيادة تناول مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن. ومع ذلك فإن العديد من المكونات الغذائية "غير الضرورية" مثل الكاروتينات التي لا تحتوي على طليعة الفيتامين أ مثل: اللوتين والزياكسانثين والليكوبين والفلافونويدات أظهرت لاحقاً قدرتها الكبيرة على الوقاية من الساد والتنكس البقعي أكثر من مضادات الأكسدة الغذائية التقليدية مثل: فيتامين ج وفيتامين هـ والسيلينيوم.

إذا كان لديك أي من علامات ضعف البصر، فعليك وبلا شك أن تذهب للطبيب. أوصي بأن تقوم بفحص أساسي للعين وثم اتباع برنامج لمدة 6 أشهر على الأقل قبل أن تقوم بالفحص مرة أخرى. ويمكن أن ينجح هذا إذا لم تكن الحالة قد ساءت أو إذا كان هنالك علامات على التحسن.

دعنا نلقي نظرة على بعض أهم المواد الغذائية لتحسين صحة العين.

اللوتين

 كاروتينات اللوتين والزياكسانثين ضرورية لصحة بقعة الشبكية. تقوم هذه الكاروتينات بالوقاية من ضرر المؤكسدات في منطقة شبكية العين المسؤولة عن الرؤية، كما أنها تلعب دوراً مركزياً في الوقاية من تطور التنكس البقعي. ففي إحدى الدراسات، أظهر المصابون بالتنكس البقعي الذين تناولوا 10-15 ملغم من اللوتين يومياً تحسناً واضحاً في الكثير من القياسات المستهدفة لوظيفة الرؤية، بما في ذلك التعافي من الإبهار الضوئي، حساسية التباين وحدة البصر، في مقابل الأشخاص الذين تناولوا علاجاً وهمياً. وأظهرت ثلاث دراسات كبيرة بأن جرعة اللوتين ترتبط عكسيا مع جراحة الساد. وبكلمات أخرى، فكلما زادت جرعة اللوتين كلما قلت احتمالية الخضوع لعملية جراحية. وبالإضافة إلى توفير حماية من تشكل الساد فإن اللوتين يمكنه كذلك أن يساعد في تحسين وظيفة الرؤية لدى الأشخاص الذين يعانون من الساد.

 من أين يمكن الحصول على اللوتين: الخضروات الورقية الداكنة، الفستق، البازلاء، الخيار والكرفس.

مضادات الأكسدة الغذائية

 مضادات الأكسدة الغذائية مثل البيتا كاروتين وفيتامين ج و فيتامين هـ و الزنك والنحاس والسيلينيوم هامة جداً لصحة العين. وفي حين أن الدراسات غالباً ما ركزت كثيراً على نوع واحد من هذه المغذيات، فإن الدراسات التي أجريت من قبل مجموعة الدراسات البحثية على أمراض العين المرتبطة بتقدم العمر (AREDS) تؤكد أن مزيجاً من هذه المغذيات يعطي نتائج أفضل من أي نوع واحد من المغذيات لوحده. وفوق ذلك، فإن شيئاً بسيطاً مثل تناول فيتامين ج أو الزنك يمكن أن تنتج عنه آثار كبيرة في الحفاظ على صحة العين. وفي إحدى الدراسات، يظهر أن استخدام مكملات فيتامين ج لمدة أكثر من 10 سنوات كان مرتبطاً بتقليل تشكل الساد بنسبة 77% مقارنة مع الأشخاص الذين لم يتناولوا مكملات فيتامين ج.

الزنك هو ربما أكثر معدن مهم لصحة العين، حيث أنه يلعب دوراً هاماً في عملية الأيض في الشبكية وعملية الإبصار. ويظهر أن مستويات الزنك تنخفض بشكل كبير في أكثر من 90% من الحالات التي يعاني فيها المصابون من الساد، كما أن الزنك معني في الوقاية من التنكس البقعي. وفي تجربة ثنائية التعمية مُضَبَّطَة بالغُفُل مدتها عامين وتضم 151 شخصاً، أظهرت المجموعة التي تتناول مكمل الزنك نسبة فقدان بصر أقل من مجموعة العلاج الوهمي.

 من أين يمكن الحصول على فيتامين ج: الفلفل، اللفت، الكيوي، البابايا، البرتقال، الكلمنتينا والفراولة.

 من أين يمكن الحصول على الزنك: المحار، بذور اليقطين، الفول السوداني وسرطان البحر.

المستخلصات الغنية بالفلافونويد

مستخلصات العنب البري أو عنب الأحراج أو لحاء الصنوبر أو بذور العنب الغنية بالفلافونويد توفر كذلك منافع كبيرة في تحسين صحة الرؤية وكذلك في الوقاية من الساد والتنكس البقعي. فبالإضافة إلى امتلاكها لنشاط ممتاز مضاد للأكسدة، فإن هذه المستخلصات أظهرت كذلك أنها تؤثر بشكل إيجابي على تحسين تدفق الدم إلى شبكية العين وكذلك تحسين عملية الإبصار وخصوصاً ضعف الرؤية الليلية. تناول 150 - 300 ملغم من هذه المستخلصات الغنية بالفلافونويد لتعزيز صحة العين.

مساعد الإنزيمQ10  (CoQ10) والأسيتيل إل-كارنتين

 تلعب هذه العناصر الغذائية دوراً هاماً في إنتاج الطاقة. على سبيل المثال: دور CoQ10 في الخلايا يشبه كثيراً دور شمعة الاحتراق في محرك السيارة، بينما يقوم الأسيتيل إل-كارنيتين بدور نظام حقن الوقود. فكما أن السيارة لا يمكنها العمل دون الشرارة الأولى، فإن الخلايا في جسدنا لا يمكنها القيام بوظيفتها بشكل طبيعي دون CoQ10 والكارنيتين. CoQ10 والكارنيتين يقومان بوظيفتهما بشكل أساسي في الميتوكندريا، وهو الجزء الذي ينتج الطاقة في الخلايا. وعلى الرغم من أن الجسم يصنع بعضاً من CoQ10 والكارنيتين لوحده، فإن بحثاً هاماً يظهر منافع كبيرة لتناول المكملات. الميتوكندريا الموجودة ضمن شبكية العين معرضة بشكل كبير للمخلفات السامة من عملية أيض الخلايا، مما يجعل تناول مكملات الأسيتيل إل-كارنيتين (شكل من أشكال الكارنيتين ذو امتصاصية عالية) و CoQ10 هام جداً. وفي دراسة ثنائية التعمية، أظهر مزيج من الأسيتيل إل-كارنيتين (200 ملغم) والأحماض الدهنية أوميجا 3 (حمض إيكوسابنتينوييك 460 ملغم/حمض الدوكوساهيكسانويك 320 ملغم) و CoQ10 (20 ملغم) تحسين وظيفة الرؤية وتعديلات في البقعة في المراحل المبكرة من التنكس البقعي. وبالإضافة إلى ذلك فقد أوقف المرض من أن يتطور في 47 حالة من أصل 48.

زيوت الأسماك

هنالك علاقة قوية تربط بين تصلب الشرايين وصحة العين. ولذلك وكما في حالات تصلب الشرايين فإن الأحماض الدهنية أوميجا 3 المستخلصة من زيوت الأسماك تلعب دوراً هاماً في الوقاية من أمراض العين مثل التنكس البقعي. الجرعة الموصى بها من مكملات زيت السمك لتعزيز صحة العين كافية لتمنحك 1000 ملغم تقريباً من حمض إيكوسابنتينوييك + حمض الدوكوساهيكسانويك، وهما الأحماض الدهنية الهامة من أوميجا 3.