يزور ملايين الأشخاص حول العالم أطبائهم كل عام مع شكاوي تتعلّق بالجيوب الأنفية. "الجيب" هو مصطلح يطلق عادة على وصف تشريحي يشير إليه العلماء بالجيوب جنيبة الأنف. فالجيوب الأنفية عبارة عن "كهوف" مجوفة داخل جمجمة الإنسان وتكون غائبة في الأساس عند حديثي الولادة ثم تتطوّر بشكل كامل في سن الثامنة تقريبا حتى تصل إلى حجمها الكامل عند البلوغ.

أسماء الجيوب الأنفية

  • الجيوب الجبهية
  • الجيوب الوتدية
  • الجيوب الغربالية
  • الجيوب الفكية 

وظائف الجيوب الأنفية

  • تقليل وزن الجمجمة
  • ترطيب الهواء
  • إصدار رنين أثناء الكلام
  • تكوين المخاط

تنتج أنسجة الجيوب الأنفية كمية هائلة من المخاط يوميًا تصل إلى 1 باينت (473 ملل) على وجه التحديد.

يحيط المخاط بالفيروسات والبكتيريا والفطريات وجزيئات الغبار بحيث لا تسبّب أية مشاكل. يتم ابتلاع معظم المخاط في المعدة حيث يقتل حمض المعدة الكائنات المُمرِضة. ثم يتم هضم المخاط بعد ذلك وتكسيره بدرجة أكبر في الأمعاء حيث يتم التخلص منه في فضلات الإنسان. وقد تُطرَد كتلة صغيرة من المخاط عن طريق السعال أو البصق. 

مشاكل الجيوب الأنفية

للأسف، قد تُصاب تجاويف الجيوب الأنفية بالعديد من المشاكل. ففي كثير من الأحيان، تصاب بالتهيج بسبب الغبار وحبوب اللقاح وتلوث الهواء مما يؤدي إلى الحساسية أو أعراض حمى القش.

كما يمكن أن تصاب الجيوب الأنفية بالفيروسات والبكتيريا وحتى الفطريات. خلال السبعة أو العشرة أيام الأولى من الإصابة، يكون الفيروس بشكل عام سبب الإصابة وعادة ليست هناك حاجة إلى المضاد الحيوية في هذا الوقت. فعادة ما يتعافى تسعة من بين عشرة أشخاص مصابون بعدوى الجيوب الأنفية الفيروسية بدون أدوية علاجية ولكن يختارون أساليب الطب الشمولي بدلًا من ذلك في كثير من الأحيان.

للأسف ليس من الشائع أن يصف الأطباء المضادات الحيوية في الأسبوع الأول للعدوى. وليس من الشائع أيضًا أن يطلب المرضى وصفة طبية خلال ذلك الوقت.

قد تتطور الحالة لدى واحد من كل عشرة أشخاص في نهاية المطاف إلى عدوى بكتيرية ثانوية وعادة ما تكون نتيجة إضعاف العدوى الفيروسية للجهاز المناعي. وفي حالة حدوث ذلك، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية. إذا لم تتحسّن عدوى الجيوب الأنفية بعد دورتي علاج بالمضادات الحيوية، ينبغي زيارة أخصائي جيوب أنفية (يعرف باسم طبيب الأنف والأذن والحنجرة) والحصول على تقييم للعدوى الفطرية. وأيضًا إذا تم استبعاد العدوى الفطرية، قد تكون الحساسية الغذائية هي السبب وراء احتقان الجيوب الأنفية. وأوصي من يتلقون علاجًا بالمضادات الحيوية بتناول مكمل البروبيوتيك للمساعدة في حماية الأمعاء. فقد تتسبّب المضادات الحيوية في قتل البكتيريا الجيدة مما يؤدي إلى اختلال التوازن في الأمعاء ومن ثم الإصابة بالإسهال.

أعراض عدوى الجيوب الأنفية:

  • احتقان الأنف
  • إفراز المخاط
  • آلام الوجه
  • آلام الأسنان
  • الصداع
  • احتقان الحلق
  • تنقيط أنفي خلفي
  • سعال
  • حمى

عوامل المخاطرة لعدوى الجيوب الأنفية المزمنة:

  • استهلاك التبغ
  • التعرض للتدخين السلبي
  • حساسية حبوب اللقاح
  • تلوث الهواء، خاصة لمن يعيشون في مناطق شديدة التلوث بعوادم السيارات
  • حساسية الألبان والتي قد تسبب التهاب الجيوب الأنفية.
  • حساسية القمح والجلوتين والتي قد تسبب حساسية الجيوب الأنفية
  • عوز الغلوبولين المناعي أ – حالة وراثية تجعل الشخص أكثر عرضة لالتهابات الجهاز التنفسي المزمنة
  • تثبيط جهاز المناعة بسبب الأدوية المثبطة للمناعة أو فيروس العوز المناعي البشري (HIV)
  • انحراف حاجز الأنف
  • الزوائد اللحمية في الأنف

يحدث لدى البعض إنتاج مفرط للمخاط قد يتسبّب في تصريف مزمن للمخاط أسفل مؤخرة الحلق. يشير الأطباء إلى هذه الحالة بالتنقيط الأنفي الخلفي. وهي حالة يُصاب بها الملايين فلا يمر يوم دون مصادفة شخص يعاني أعراض التنقيط الأنفي الخلفي.

ليس بالضرورة أن يصاب كل مرضى احتقان الجيوب الأنفية بالعدوى. فالبعض يعاني من صعوبات في التنفس وأعراض حساسية مزمنة بسبب احتقان الجيوب الأنفية.

منع مشاكل الجيوب الأنفية

يمكن اعتبار كل من تجنب أطعمة محددة، الأدوية، المعادن، الفيتامينات، الزيوت العطرية وغيرها من العلاجات المشابهة كخيارات للمساعدة على منع الحساسية واحتقان الأنف والتهاب الجيوب الأنفية في نهاية المطاف. يعد الحفاظ على صحة الأنف أمر بالغ الأهمية للصحة العامة ورفاهية العيش.

حساسية الطعام قد تسبب احتقان الأنف

كنت أعاني منذ سن 18 وحتى 41 من التنقيط الأنفي الخلفي وهي مؤشر على إصابتي بمشكلة مزمنة في الجيوب الأنفية. كنت محظوظًا لعدم إصابتي بالعدوى ولكن كان لدي ضغط مستمر على الجيوب الأنفية، سعال مزمن، إفراز مفرط للمخاط مما تسبب في التنقيط الأنفي الخلفي. بعد أن أدركت أن منتجات الألبان قد تكون مشكلتي، قررت حذف الجبن من نظامي الغذائي. وكنت قد توقفت بالفعل عن استهلاك لبن الأبقار في فترة الجامعة. بعد مرور بضعة أيام من اتباع الحمية الخالية من الجبن، لاحظت تعافي جيوبي الأنفية. وللمرة الأولى منذ 20 عامًا اختفى التنقيط الأنفي الخلفي والسعال. وعندما أتناول الجبن تظهر الأعراض لمدة حوالي ثلاثة أيام.

بدأت على الفور في تقديم نفس النصيحة لمرضاي المصابين بمشاكل الجيوب الأنفية. وكذلك، كنت أوصي المرضى بالتخلي عن منتجات الألبان والقمح (الجلوتين) والذرة لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع تقريبًا. وبعدها تكون لديهم حرية الاختيار في إعادة إدخال ذلك الطعام. وقد تحسّن أغلبهم بعد حذف منتجات الألبان بينما كان سبب المشكلة بالنسبة لآخرين هو القمح والذرة. وكانت نتيجة ذلك تحسّن أعراض الجيوب الأنفية لدى كثير من المرضى ووقاية الكثيرين من الالتهابات المتكررة.

المنهج التقليدي 

يوصي الطب التقليدي بالتالي للمساعدة في العلاج والوقاية من التهابات الجيوب الأنفية المتكررة والأعراض المتعلقة بالحساسية. عند وضع كل شيء في الاعتبار، يكون لدى الطبيب والمريض أعتدة محدودة عند استخدام هذا المنهج.

  • أدوية مضادات الهيستامين مثل لوراتيدين (كلاريتين) وسيرتيزين (زيرتيك) و فيكسودينادين (أليغرا)
  • منشطات الأنف بما في ذلك فلوتيكاسون (فلوناس) وموميتاسون (ناسونيكس) وغيرها.
  • مضادات حيوية
  • جراحات الأنف، حل أخير لمن يعانون من مشاكل الجيوب الأنفية المزمنة.

إذا كان الشخص يعاني من عدوى الجهاز التنفسي العلوي، تجنّب البقاء أثناء تواجده. وإذا تواجدت بالقرب من شخص مُصاب بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي، فغسل اليدين المتكرر بالصابون والماء الدافيء يمنع االعدوى. تجنّب فرك عينيك أو أنفك بأصابعك خاصة عقب مصافحة أحدهم. حاول استخدام معقم يدين طبيعي خالي من التريكلوسان فقد يساعد في تقليل الإصابة بالعدوى.

العلاجات البديلة

تظهر الدراسات أن استخدام العلاجات التكميلية والبديلة لمنع مشاكل الجيوب الأنفية والتحكم في الحساسية أمر شائع في جميع أنحاء العالم. حيث تبدأ معظم عدوى الجيوب الأنفية بنزلات البرد أو ما يطلق عليه الأطباء عدوى الجهاز التنفسي العلوي (URI). ولذلك فإن الوقاية من نزلات البرد التي تسببها الفيروسات أمر هام للوقاية من التهابات الأنف. وإذا كان الأمر متعلق بحساسية غذائية ، ينبغي تجنب ذلك الطعام. يمكن لحساسية حبوب اللقاح أيضًا أن تعرّض الشخص لالتهابات الأنف.

الزنك

تظهر العديد من الدراسات فائدة معدن الزنك في الوقاية من نزلات البرد والتي قد تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية. حيث توصّلت دراسة أجريت عام 2016 إلى أنه "يمكن تشجيع مرضى نزلات البرد على تجربة معينات الزنك لعلاجها" بينما استنتجت دراسة في 2017 إلى أنه "يمكن إرشاد مرضى نزلات البرد لتجربة معينات أسيتات الزنك خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض".

يُنصح بتناول معينات الزنك في أسرع وقت ممكن. كما ينبغي الاحتفاظ بهذا المعدن الهام في الصيدلية المنزلية بحيث يمكن تناوله عند الشعور بأية أعراض. أظهرت دراسة أخرى في عام 2017 فعالية كل من معينات جلكونات الزنك وأسيتات الزنك على حد سواء. حيث يُوصى بجرعة لا تقل عن 30 ملغ.

فيتامين ج

أُوصي الأطباء لعقود باستخدام فيتامين ج والذي يعرف أيضًا بحمض الاسكوربيك للمساعدة في الوقاية من نزلات البرد. فالبشر لديهم طفرة جينية تجعلهم غير قادرين على إنتاج حمض الاسكوربيك. أظهرت دراسة في عام 2014 أن فيتامين ج يمكنه تقليل خطورة الإصابة بنزلات البرد وأنه قلّل أيضًا مدة الإصابة بالبرد مقارنة بالدواء الوهمي (حبوب السكر). أظهرت دراسات أخرى أن المصابين ب "الإجهاد البدني" هم أكثر قابلية للاستفادة من فيتامين ج والوقاية من نزلات البرد. وقلة التهابات الجهاز التنفسي تؤدي إلى اتهابات أقل للجيوب الأنفية.

فيتامين د

لقد تبيّن أن انخفاض مستويات فيتامين د يرتبط بارتفاع خطورة الإصابة بالعدوى الفيروسية وتكوُّن الزوائد اللحمية بالأنف مما يزيد خطورة الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية. لذا يعد تحسين نسبة فيتامين د وسيلة جيدة للوقاية من ذلك. يحتاج معظمنا من 2,000 إلى 5,000 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا . اقرأ المزيد عن الفوائد الصحية لفيتامين د.

اللاكتوفيرين

اللاكتوفيرين بروتين لديه وفقًا للدراسات خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للفطريات أيضًا.  يوجد هذا البروتين عادة في أنسجة ممرات الجيوب الأنفية. لذا قد يفيد تناول جرعة 300 ملغ مكملة منه المصابين بعدوى الجيوب الأنفية المزمنة.

ن-أسيتيل سيستين (NAC)

NAC  هو مكمل قد يساعد المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن على إذابة المخاط. يمكن تناول NAC من مرة إلى ثلاث مرات يوميًا. بحيث تكون أقصى جرعة يوميًا هي 1,800 ملغ.

شجرة الأوكالبتوس

وقد استخدم الأوكالبتوس لعدة قرون كمزيل طبيعي لاحتقان الأنف. ويستخدمه البعض كزيت عطري حيث يخلطونه في رذاذة للمساعدة في التهابات الجيوب الأنفية المزمنة.

تركيبة زيليتول للأنف

الزيليتول هو سكر غير قابل للامتصاص. عند استخدامه لالتهاب الجيوب الأنفية، يمكنه المساعدة في علاج الالتهابات الحالية ومنع أي عدوى بكتيرية إضافية. حيث خلصت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة Laryngoscope إلى أنه "من السهل تحمّل الزيليتول في الماء من أجل تنظيف الأنف. في مدة زمنية قصيرة، يحسّن تنظيف الأنف بالزيليتول أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمنة بصورة أفضل مقارنة بالتنظيف باستخدام المحلول الملحي". بعبارة أخرى، ينبغي وضع بخاخ الزيليتول للأنف في الاعتبار.

الاستخدام المتكرّر لوعاء نيتي أو غيره من منتجات تنظيف الأنف

يرجع تنظيف الأنف والجيوب الأنفية إلى الهند القديمة كما يتم استخدامها في طب الأيورفيدا. حيث يمكن إدخال محلول ملحي للأنف بتركيز 0.9% في فتحتي الأنف باستخدام رذاذة أو بخاخ أو بتقنية وعاء نيتي.

استنتجت دراسة أجريت عام 2009 أن " التنظيف الاعتيادي للأنف بالمحلول الملحي يُحسّن ... جودة الحياة ويقلل أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد. تنظيف الأنف يعتبر علاج مساعد فعال لحالات التهاب الأنف الحاد لدى الأطفال..."

أظهرت دراسة أجريت على الأطفال عام 2012 أنه عندما قمنا بتنظيف الأنف، أصبح الأطفال أقل حاجة لأدوية الحساسية الطبية. وبشكل عام، كان تنظيف الأنف سهل التحمّل. وأخيرًا، أظهرت دراسة أجريت عام 2012 على البالغين فائدة التنظيف في الوقاية من التهابات الجيوب الأنفية لدى من قاموا بتنظيف الأنف بالمحلول الملحي.

استنشاق البخار 

استنشاق البخار من 3 إلى 5 مرات في اليوم قد يكون مفيدًا للشخص المصاب بالأعراض. ويمكن القيام بذلك عند الاستحمام بالماء الساخن أو وضع منشفة دافئة على رأسك أو استنشاق هواء ساخن من مرطّب الهواء الدافئ.

البروبيوتيك

البروبيوتيك هو العلاج الحالي والقادم لمرض الجيوب الأنفية المزمنة. فقد استنتجت دراسة نُشرت في عام 2016 بأحد مجلات الحساسية الشهيرة أن إدخال البروبيوتيك عن طريق الأنف قد يساعد في حل مشاكل الجيوب الأنفية المزمنة. وهناك العديد من الدراسات تدل على أهمية صحة ميكروبيوم الأمعاء ودوره في صحة الجسم بشكل عام. وتشير الأدلة لدراسة أجريت عام 2017 إلى أن "اعتلال الأمعاء يزيد خطورة مشاكل الجيوب الأنفية والالتهاب في ممرات الأنف". لذا يُوصى بتناول 5 مليارات وحدة على الأقل من البروبيوتيك يوميًا.

علاجات مشابهة

هناك كثير من العلاجات المشابهة الواعدة في السوق وفقًا لردود فعل مستخدميها. ينبغي وضع تلك العلاجات أيضًا في الاعتبار.

وأخيرًا، هناك الكثير من الأدوات المتاحة أمامنا للمساعدة في الوقاية من عدوى الجهاز التنفسي العلوي والحساسية المزمنة ومشاكل الجيوب الأنفية. فالحفاظ على صحة الجيوب الأنفية أمر غاية في الأهمية لتجنب المعاناة والمرض والغياب عن العمل أو الدراسة. ويمكن للحمية الصحية وتناول المكملات المناسبة لعب دور هام بشأن ذلك.

المراجع:

  1. http://www.healthline.com/human-body-maps/sinus-cavities-sinuses
  2. Br J Clin Pharmacol. 2016 Nov;82(5):1393-1398. doi: 10.1111/bcp.13057. Epub 2016 Jul 28.
  3. Open Forum Infect Dis. 2017 Apr 3;4(2):ofx059. doi: 10.1093/ofid/ofx059. eCollection 2017 Spring.
  4. Nutrients. 2014 Jul 9;6(7):2572-83. doi: 10.3390/nu6072572.
  5. Laryngoscope. 2008 May;118(5):895-901. doi: 10.1097/MLG.0b013e31816381d4.
  6. Am J Rhinol Allergy. 2014 May-Jun;28(3):244-8. doi: 10.2500/ajra.2014.28.4036.
  7. Int J Pediatr Otorhinolaryngol. 2012 Apr;76(4):583-8. doi: 10.1016/j.ijporl.2012.01.022. Epub 2012 Feb 11
  8. Am J Rhinol Allergy. 2016 Nov 1;30(6):202-205. doi: 10.2500/ajra.2016.30.4372.
  9. Otolaryngol Clin North Am. 2017 Feb;50(1):29-47. doi: 10.1016/j.otc.2016.08.004.